Sunday, August 17, 2008

متولي في رمضان


الآن .. متولي على الـfacebook

http://www.facebook.com
group.php?gid=33279432264







محلوظة قبل ما نبدأ: اللي مش عارف من متولي ده يتفضل يروح هنا

الشوارع النهاردة شكلها عجيب
تحس كده إن الناس مش زي العادي
والشوارع شكلها اتغيرت
فوانيس فوانيس فوانيس
وبيتباع كمان ياميش وقطايف وقمر الدين
وأغنية "رمضان جانا" مالية المكان
ولو سألت الناس: ايه الموضوع؟
يقولوا لك: النهاردة 1 رمضان، كل سنة وانت طيب

غريبة
مع إن مافيش أي مظهر من المظاهر دي يدل على رمضان فعلا
ولا الأغاني ولا الفوانيس ولا قمر الدين حتى
مش هو ده رمضان الحقيقي يا جدعان

المهم متولي صاحبنا فين؟
متولي شايفينه أهه راكب المايكروباص، مروح بيته
السواق مشغل أغنية فيها كلام غريب وغير مفهوم من نوعية "وحوي يا وحوي، إياحا" (أو "إيوحة" حسب اختلاف الروايات)ـ
وفيه كذا واحد فاتح المصحف، وفيه ناس نايمة
السواق بيقول: أيوة الأجرة اللي ورا، ابعت
متولي طلع 75 قرش واداهم له
فقال السواق: الأجرة جنيه ونص
متولي: جنيه ونص ايه حرام عليكم، انا كنت باركب على طول بـ75
السواق: ياعم ما تتعبناش معاك واحنا صايمين وحرانين وكفرانين
متولي: لا إله إلا الله، كفرانين إيه بس، وحّد الله ياسطة
السواق: لا إله إلا الله ياعم، ابعت الباقي
متولي: خد ياعم، اللهم إني صائم
ودي كانت أبسط مشدة بين السواق وأحد الركاب
لكن غير كده السواق عمل له كذا خناقة الواحدة فيهم كافية عشان تضيع صيام الشهر كله

رجع متولي بيته أخيرا
وأدينا شايفينه مرمي على السرير
نايم على بطنه وعمال يقول: آه، آه، عطشاااااان
شوية وقام بالعافية قبل المغرب بنص ساعة عشان يلحق عزومة أول يوم
كان معزوم عند صديقة عم مصدق
بس ساعتها الشوارع شكلها كان مختلف تماما
كانت فاضية، والعربيات ماشية فيها بسرعات مجنونة
الناس نفسها كانت مجنونة
جعانين ياعيني، ومش متعودين على الصيام خالص خالص

وصل متولي لبيت عم مصدق اللي استقبله استقبال حار
متولي حب يلقي دعابة وهو داخل، فراح رازع عم مصدق السؤال التقليدي بتاع كل سنة: صايم يا عم مصدق؟ ولا زي كل سنة؟
عم مصدق نظر له شظرا من ثقل دم السؤال، وما ردش عليه، واستبدل متولي ابتسامته بوجه كله كسوف
جه الواد فارس (ابن مصدق) عشان يخطف كيس الفاكهة اللي جايبه معاه متولي
وطلعت جميلة (بنت مصدق) وهي لابسة الحجاب عشان تسلم على عمو متولي
فقال متولي في فرح: مبروووك، انتي اتحجبتي يا جميلة؟
فقالت جميلة مع ابتسامة: أيوة يا أونكل
متولي: ما شاء الله، ربنا يتقبل، ده من امتى؟
جميلة: من النهاردة يا أونكل
متولي: ممممم، آآآه، النهااااردة
عرف متولي على طول إن الحجاب ده عرض خاص ممتد طوال شهر رمضان المعظم فقط، وكل حجاب وأنتم بخير

بعد دقيقتين بالضبط، جت البشرى
"مدفع الإفطاااااااااار، إضرررررررب"
المهم ربنا ستر وماحدش حط في بؤه حاجة إلا لما سمعوا أذان المغرب، وإلا كان زمان صيامهم ده راح
فبمجرد سماع كلمة "الله أكبر" انقضت القوات الجوية عشان تنسف الأكل نسفا
بالعافية قدر متولي يقاوم نفسه عشان ينزل يصلي المغرب في المسجد
لكن عم مصدق فشل بصراحة في المهمة الصعبة دي

صلى متولي المغرب جماعة
والإمام كان بيراعي حال الناس الجعانة فصلى بـ"إنا أعطيناك الكوثر" و"قل هو الله أحد"
وبمجرد ما الإمام سلم، فوجئ متولي بالناس بتجري بسرعة شديدة بعد ما خلصت صلاة
وحتى اللي لسة ما خلصش صلاة وفاضل له ركعة أو أكتر ساب الصلاة وطلع يجري برضه، فيه ناس ماكانتش بتصلي أصلا
ولما سأل متولي عن السر ورا الموضوع ده، عرف إن الناس دي بتجري عشان تلحق لها مكان في مائدة الرحمن

رجع متولي ولقى عم مصدق لسه شغال طحن في الأكل
شوية وابتدى عم مصدق في الفاكهة اللي جايبها متولي
شوية وطلع سيجارة وقعد يحب فيها شوية
ماهو ياعيني محروم منها طول النهار
كل ده وعينهم هم الاتنين على التليفزيون
كأن على رءوسهم الطير
مش قادرين يرفعوا عينهم من عليه
ماهو أصل البرامج السنة دي تشد الواحد أوي
وشوية وتبدأ وصلة المسلسلات
كل ده ولسه عم مصدق ما صلاش المغرب
يعني يا دوب قام بسرعة يصليها قبل أذان العشاء بدقيقتين ونص ورجع تاني عشان يكمل القعدة قدام التليفزيون

فجأة قطع عم مصدق الصمت الرهيب اللي قدام التليفزيون ده بالحوار التالي
مصدق: بس السعودية هي اللي ماشية صح
متولي: هو ايه ده؟ مش فاهم؟
مصدق: كان المفروض رمضان يبقى امبارح
متولي: بس حسب الحسابات الفلكية رمضان مستحيل يبتدي امبارح
مصدق: ياعم انت بتصدق حسابات الفلكيين دي؟ احتمال الخطأ وارد
متولي: نسبة الخطأ تكاد تكون صفر، وغير كده ماهم طلعوا يبصوا على الهلال بالمراصد ما شافوش حاجة
مصدق: بس هناك الرؤية الشرعية المضبوطة
متولي: بس احتمال الخطأ وارد برضه
مصدق: حتى لو أخطأوا فربنا هيعذرهم عشان مطبقين الرؤية الشرعية صح

استمر النقاش مدة طويلة
واستمر، واستمر
واحتد الخلاف
وعلت الأصوات
وغضب الطرفان
وفضلوا شغالين في الحوار الساخن ده لحد ما نزلوا عشان صلاة العشاء
وطول السكة من بيت مصدق للمسجد
وحتى لما دخلوا المسجد
لحد ما واحد فيهم دخل في الصلاة الأول، فاضطر التاني إنه يسكت
وطبعا أثناء الصلاة هم الاتنين دماغهم في الحوار ده بشدة
وكل واحد عمال يحضر الحجج والبراهين الساطعة على إن كلامه هو الصح
وبمجرد التسليم من الصلاة رجعوا تاني يكملوا نقاش في الموضوع

استمر الوضع على هذا الحال حتى سمعوا صوت الناس في المسجد بيقروا سورة الإخلاص 3 مرات
ففهموا على طول إن دي بداية صلاة التراويح
ما حدش فاهم إيه السر في قراءة سورة الإخلاص 3 مرات قبل التراويح
بس أهي موضة وخلاص، الظاهر عشان يخشوا في الصلاة وهم مستعدين
فسخن أوي عم مصدق، ومع بداية الصلاة راح رافع إيده لفوووق أوي وقعد يمد في لفظ الجلالة بصوت جهوري وهو بيقول "الله أكبر"ـ
الظاهر إن الإمام كان مركب nitrous وهو بيصلي، شغال تربو، يعني الركعة ما ياخدش فيها أكتر من 3 آيات غير الفاتحة
ويا سلام بقى لما تتفرج على متولي وعم مصدق وهم بيعملوا حاجات عجيبة في الصلاة
آدي عم مصدق مش قادر يركع كويس من كتر الأكل اللي أكله
وأدي متولي وهو بيقوم من الركوع مندمج أوي وهو بيقول: ربنا ولك ألف حمد وألف شكر يا رب، ولازم طبعا يبوس إيده بعدها
وفي أثناء الصلاة رن موبايل عم مصدق، ودار بينه وبين نفسه الحوار ده
من هنا

وعلى صعيد آخر، في مصلى النساء
كانت الحاجة أم فارس (زوجة عم مصدق) جاية وبقى وريحتها فايحة من الكالونية اللي غرقت نفسها بيها دي
ماهو لازم طبعا لزوم الصلاة، سبحان الله
وكانت معاها بنتها جميلة وهي عمالة تشاور عقلها، شوية تنزل التندة .. عفوا أقصد تنزل الحجاب على كتفها، وهوب ترفعه وقت الصلاة
ونجحت بأعجوبة إنها تتسحب في الآخر عشان تقابل صاحبها اللي كان جاي يصلي في نفس المسجد
وكان الكلام مابينهم كله عن التراويح، وحلاوة صوت الإمام، والخشوع اللي كانوا فيه، والعياط اللي قعدوا يعيطوه في الصلاة
كان حوار شيق جدا ومؤثر جدا جدا

صلاة التراويح ما أخدتش أكتر من 30 دقيقة
ومع ذلك متولي مافيش حاجة في دماغة غير كلمة: آه يا بطني، آه يا بطني
وعم مصدق جه ع الآخر وما بقاش شايف قدامه
وأخيرا خلصوا صلاة، وخرجوا من المسجد
خرجوا وناويين يعملوا ايه يا ترى؟
خرجوا عشان يكملوا وصلة المسلسلات، مع القطايف والكنافة والبسبوسة وإلخ إلخ

وبالليل رجع متولي أخيرا لبيته
ونام زي الفسيخة، يمكن الفسيخة تزعل كمان من التشبيه ده
المهم إنه نام أخيرا
وصحي بالعافية قبل الفجر بربع ساعة
يا دوب اتسحر بسرعة بسرعة
وبعدها نزل يصلي الفجر
وإذا بالمسجد ممتلئ على الآخر في الفجر
سبحان الله
طب الناس دي فين طول السنة؟
طب كانوا فين امبارح؟ ولا امبارح ما كانتش ليلة أول رمضان؟
طب يا ترى الناس دي هتكمل معانا لحد آخر الشهر إن شاء الله؟
ولا زحمة الفجر والتراويح دي ما بتبقاش إلا في أول كام يوم كده؟
كل دي أسئلة دارت في ذهن متولي

مرت الأيام
والمصلين في المساجد عمالين يقلوا
ويقلوا
ويقلوا
وشوية شوية ابتدوا يزيدوا تاني
ويزيدوا
ويزيدوا
لحد ما جت إحدى الليالي اللي راح فيها متولي المسجد وفوجئ إنه مش عارف يدخل
مش عارف يقرب من المسجد أصلا
الناس بتصلي في الشارع من كتر الزحام
العربيات راكنة صف تاني وتالت ورابع
الشوارع واقفة
الناس في البلكونات بتصور المشهد الرائع ده

هو إيه الموضوع؟؟؟
الموضوع إن الليلة دي ليلة 27 رمضان
هو صحيح مش شرط تكون ليلة 27 هي ليلة القدر
ممكن تبقى 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو 29
بس خير خير، متولي كان سعيد جدا جدا بالتجمع الإيماني الباهر ده
سعيد فعلا
من كل قلبه

لكن ننتقل الآن أعزائي المشاهدين قدام لـ3 أيام
ليلة 30 رمضان
وكل سنة وانتم طيبين
فعلا كل سنة وانتم طيبين
المساجد شبه مهجورة
في التراويح والتهجد عدد الصفوف معدود على الأصابع
حتى المعتكفين قرروا ينهوا اعتكافهم بدري، من منطلق "قشطة ماجتش من يوم يعني"
متولي لما بيدخل المسجد بيحس بوحشة
فين الناس؟
الناس في وادي تاني

في الوادي التاني ده لاقينا عم مصدق واقف في زحمة شديدة
في محلات الملابس
زحمة ودوشة وطوابير وظيطة
كله عايز يلحق يجيب لبس العيد
جميل ان الواحد يجيب لبس للعيد وشيء مستحب إن شاء الله
لكن مش جميلة المناظر دي
ومش جميل هجر المساجد

على العموم
كل رمضان وانتم طيبين
ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يغفر لنا
وربنا يستر في العيد
مش عارفين هنشوف ايه ساعتها
حتى ذلك الحين
نستودعكم الله
والسلام عليكم