Thursday, February 12, 2009

أنا مش هاصدقهم





قابلني بابتسامة عريضة جدا، بس مش الابتسامة اللي ينشرح لها القلب، لا دي الابتسامة اللي وراها مصلحة
سمعت صوته وهو بينادي عليّ: يا شيخ يا شيخ
ماهو أي حد بلحية يبقى شيخ في عرف الناس، المهم من طريقته وهو بينادي عليّ عرفت هو عايز إيه
هو: ممكن أسألك سؤال
أنا مضطر أقول له: اتفضل
هو: أنا جاي من المنوفية في مصلحة وقضيت المصلحة الحمد لله، بس النهاردة بعد ما اتوضيت وطلعت أصلي (ماهو لازم يدخل المسجد في الموضوع بأي طريقة، عشان قلبي يرق ناحيته) اكتشفت ان المحفظة مش في جيبي وفيها الفلوس والبطاقة وكل حاجة
وبعدين يبتدي يمثل ببراعة إنه بيدمع شوية وهو بيقول: والله أنا راجل محترم مش شحات بس عايز أي مساعدة ولو سلف
أنا ترتسم على وجهي ابتسامة صفراء، وهنا يشتغل الـAnswer Machine، بأقول الكلمتين اللي حفظتهم من كتر ما كررتهم: تقدر حضرتك تروح المسجد اللي هناك ده، والإدارة هناك هتعرف تساعدك إن شاء الله
انا عارف إنه هيقول لي: ما أنا رحت كل المساجد اللي هنا وماحدش عايز يساعدني ... وإلخ إلخ
بس أنا ما باديلوش فرصة، باكون مشيت، بابتسامة صفرا برضه



كتروا أوي أوي
وخلاص الحوار بقى مفقوس والواحد بقى بيشوف نفس القصص بتتكرر قدامه
أنا شفت من الصنف ده أكتر من عشرة (أنا عديتهم فعلا، دول اللي افتكرتهم)، ومش قادر أصدق إن كلهم تصادف معهم نفس المشكلة
ولولا ان مش من حقي أفتي، لكنت أفتيت بعدم جواز اعطائهم أي أموال
نصيحة.. ما تدوش اي مخلوق بيشحت اي فلوس اطلاقا



* اللي "شكله" محترم وجاي من المنوفية (أو غيرها) ومش معاه ثمن تذكرة القطر عشان يرجع
* واللي بيعمل عملية في الطحال الصليبي ولا مش عارف فين (أي كلام) ومعاه شوية ورق ماحدش فاهم منهم حاجة
* واللي جاي من آخر الدنيا عشان يشحت (مثال: أنا في مصر الجديدة وواحدة ست بتقول إنها من المهندسين، طب ايه اللي جابك هنا؟)
* واللي بقى له 15 سنة بيشحت في المنطقة لحد ما حفظنا شكله
* واللي عمال يلف على المساجد المختلفة زي ما يكون عامل جدول زمني للأماكن اللي بيشحت فيها
* واللي "بيقول" إن فلوسه اتسرقت في المسجد وعايز فلوس عشان يعرف يروّح
* واللي أسلم وحرق ايده بمية النار عشان يشيل الصليب وعايز 30 جنيه مصاريف إشهار إسلامه (كذب طبعا، مافيش حاجة كده)
* واللي عايز يدفن أمه ومش معاه ثمن الكفن
* واللي سنه صغير وعايش على الشحاتة بأي كلمتين حلوين كده يضحك بيهم على الناس
* واللي سنها صغير وجاية تقول لك: عمو عمو (أو طنط طنط) أنا وماما ضاعت مننا الفلوس وعايزين حق مواصلات عشان نروح، والعجيب إنك تلاقيها في نفس المكان تاني بعد أسبوع وبتقول نفس الكلام
* واللي عامل نفسه سايس عربيات ويقعد يزن على دماغك وانت بتركن عربيتك: تعالى تعالى ماشي ماشي، ولا ليه أي فايدة أصلا
* واللي تلاقيه عمال ع الفاضي وبلا مناسبة شغال: باشا.. ازيك يا شيييخ.. صباح الفل.. كل سنة وانت طيب
* واللي وظيفتها إنها دادا في الكلية وتيجي وقت الامتحانات تعدي على واحد واحد بعلبة بوريو فاضية: كل وسنة وانت طيب يا بشمهندس (بشمهندس عشان أنا في كلية هندسة)، مافيش حاجة كده تراضي بيها الدادا؟
كل النماذج دي وغيرها كتير أوي نماذج واقعية جدا ومتكررة جدا ومنتشرة جدا

كل دول (فيما أظن) ما يستاهلوش ولا مليم





أنا في حياتي ما صدقتش غير اتنين شحاتين بس
واحدة كان كل طلبها كتابين ثانوية عامة لابنها، هي مش عايزة فلوس ولا اي حاجة، هي عايزة كتاب كذا وكذا لسنة كذا
وواحد تاني عايز انسولين مصري أبو 9 جنيه (على ما أذكر)
والناس دي برضه اوعوا تدوهم فلوس، لو عايز تعمل حاجة لله خده من إيده وروح معاه الصيدلية (أو المكتبة بالنسبة للست اللي فاتت دي) واشتري له اللي هو عايزه
وربنا يتقبل



ممكن واحد يسأل سؤال منطقي جدا: طب افرض جالي شحات وكان صادق فعلا، ليه ما أديلوش وربنا يحاسبني على نيتي سواء هو صادق فعلا أو كاذب، وعشان ما أبقاش ظلمته
سؤال جميل
مبدأيا أكرر: أنا مش بافتي خالص، أنا بس باعرض وجهة نظري
انت بتاخد بغالب الظن، يعني الشحات اللي قدامك ده غالبا صادق ولا غالبا كاذب؟
واقعيا.. واضح جدا من تكرار قصص الشحاتين ومن رؤية بعضهم اكتر من مرة، وأنا شخصيا أعرف شحاتين بقى لهم سنين بيشحتوا وبعضهم بيقعد يكرر نفس الكلام ونفس القصص الواهية بتاعتهم دي
فوجهة نظري المتواضعة إن اغلب الناس كذابين أو محترفي تسول
مرة واحدة شحاتة جت تشحت مني، فقلت لها الكلمة اللي أحيانا باقولها automaticly: الله يسهل لِك
فردت عليّ بعصبية: أهه انتوا كده ما بتدوش حاجة (قصدها اللي بذقون اللي زي حالاتي كده)
كان نفسي أقول لها: عشان احنا اللي فاهمينكم
بس ما قلتش



طب إيه بقى اللي يخليني ادي فلوس لواحد غالبا كاذب، أو على الأقل مش ضامن مدى صدقه، في حين إن فيه أماكن تانية موثوق بها كتير جدا جدا
مساجد أو جمعيات خيرية مشهرة بتعمل "أبحاث" دقيقة عن حالات معروفة وبتصرف عليهم
دول بقى يعرفوا يوصلوا للناس الغلابة بجد، الناس الفقرا بجد، الناس اللي عايشين حياة كتير مننا لا يتخيلها من شدة صعوبتها
دول اللي تتبرع لهم وانت متطمن ان شاء الله
فاللي عايز يعمل خير او يتصدق او يدفع زكاة ماله يروح لمكان موثوق به، المفروض تتحرى كويس المكان اللي بتتصدق لله عن طريقه



أما الحديث اللي كذا واحد يقوله بتاع "أعطوا السائل وإن جاء على فرس" ده ضعفه كثير من العلماء
لو دخلتوا على الموقع ده تلاقوا مافيش ولا نتيجة فيهم تقول انه صحيح او حسن او حتى حسن لغيره
الظاهر ان اللي مألفه كان شحات تِنِك شوية
ده غير إن فيه حديث تاني صريح وصححه الألباني عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي"



هنا فتوى مهمة خاصة بالموضوع من موقع الشيخ محمد حسين يعقوب yaqob.com

ودي فتوى من موقع الشيخ محمد المنجد islamqa.com
ومما ورد فيها الآتي: "والأفضل في كل الأحوال تحويل هؤلاء على لجان الزكاة والصدقات لتقوم بعملها من التحري عن أحوالهم ومتابعة شئونهم حتى بعد إعطائهم، فمن علمتَه أنه ليس بحاجة أو غلب على ظنك هذا فلا تعطه"





قيل (والله أعلم بمدى صحة الكلام) ان شحات راح لهارون الرشيد يشحت منه، فما ادالوش حاجة
قال الشحات: أين الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة؟
قال هارون: ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا
رحم الله هارون "الرشيد"



أهم حاجة إن الواحد يحافظ على أسلوبه في الكلام معاهم، ويحافظ على ابتسامته وهو بيكلمهم، هو ده أفضل أسلوب للرد على الناس دي
قال الله تعالى: قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ [البقرة - 263]
وأمرنا أيضا عز وجل قائلا: وأمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ [الضحى - 10]
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): تبسمك في وجه أخيك لك صدقة[رواه الترمذي وصححه الألباني]



المسخرة بقى في الموضوع إن كتير من اللي بيشحتوا دول شباب، أو كبار بس ما شاء الله الواحد فيهم فيه صحة كده
الواحد من دول بيشحت ليه؟
ولو صبرت عليه وقعدت تسمع قصة حياته وجيت في الآخر تقول له: طب أنا هاشوف لك شغلانة
يقول الجملة الجميلة اللي تثبت لك عدم مصداقيته: طب مافيش أي مساعدة كده دلوقتي؟
أنا أحترم اللي يشتغل بـ200 جنيه في الشهر ولا يشحتش
أنا أحترم اللي يبقى فني بسيط أو حتى فواعلي ولا يشحتش
أنا أحترم بياع اللمون والجرجير اللي ما بيشحتش
أنا أحترم أي حد ينفذ أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم): اذهب فاحتطب [رواه أبو داود] ولا يشحتش
لكن اللي يشحت، ويتخذ الشحاتة مهنة وحرفة
فعذرا.. أنا مش هاصدقهم
















جملة مصرية جدا



يعني كويس كده؟ طب معلش متهيألي لسه شوية، استنى بقى دلوقتى يا واد لحد زي امبارح برضه


جملة مصرية صرف
قعدت أتفكر شوية في الكلمات دي عشان احاول اعرف مصدرهم من اللغة العربية، وعرفت بعضهم (فيما أظن)، وبعضهم ساعدني في فهمه بعض أصدقائي اللي اتناقشت معهم في الموضوع، وبعضهم لسه مش عارف مصدره
فده مثال لما توصلت إليه، قد أكون محقا وقد أكون مخطئا، بس أهي محاولة متواضعة لتفتيح الدماغ، ومعرفة أصل كلام كتير من اللي بنقوله
وياريت لو حد يساعدني ويصحح لي أو يضيف لي معلومة

* يعني: لما تيجي في صيغة السؤال بيبقى أصلها "أيعني هذا أنه" كذا كذا؟ غير كده الكلمة دي بتستخدم في الوسط الكلام كتير أوي وغالبا ع الفاضي

* كويس: مش عارف، ناس قالت لي إنها تصغر "كَيّس"

* كده: أصلها "كذا"، أعتقد نقدر نقول انها بنفس معنى كلمة "هكذا"، بس كعادة المصريين زمان كانوا يقلبوا حرف الذال إلى حرف دال

* طب: أصلها "كلام طيب"، وحذفت كلمة "كلام" فبقت "طيب"، واتحرفت إلى "طب" وأحيانا بنستسهل ونقول "طاه"، المهم انها بقت كلمة بتتقال في أي وقت من غير معنى برضه

* معلش: أصلها "ما عليه شيء"، طبعا مش متأكد أوي، بس الظاهر انها اتحرفت من الجملة دي، إلى "معلهشي"، ثم "معلشي"، ثم "معلش"

* متهيألي: أصلها "متهيأ ٌ لي"، يعني ظاهر لي أو باين ليّ، وأحيانا بنقولها "بتهيألي" أصلها "يتهيأ لي" فعل مضارع، واحنا بنضيف حرف الباء للأفعال المضارعة في اللهجة المصرية، فبقت "بيتهيأ لي"

* لسه: أصلها "للساعة"، يعني حتى الساعة الحالية أو حتى الآن لم يحدث كذا

* شوية: قيل لي أن أصلها "شويئ" وهي تصغير "شيء"، وما أعرفش إيه اللي خلاها مؤنثة "شويئة"

* استنى: عندي ليها نظرية عجيبة شوية، قد تكون أصلها "تأنى"، ثم "استأنى" (غريبة الكلمة دي)، ثم "استنى"

* بقى: أصلها بـَقـِيَ (فعل ماضي)، والظاهر انها من الكلمات اللي برضه بنستخدمها في أي وقت من غير معنى

* دلوقتى: أصلها "هذا الوقت"، وكلمة "هذا" أصلها "ذا" وأضيف إليها حرف الهاء للتنبيه، وبقينا احنا بننطقها "دا" ثم "ده"، فبقت "ده الوقت" ثم "دلوقت"، بس مش عارف حرف الياء اللي في الاخر ده جه منين، الظاهر دلع مصريين

* واد: أصلها "ولد"، ونلاحظ إن كلمة "يا ولد" اتحذف منها حرف اللام فبقت "يا واد" ثم "ياد"، أو ممكن يتحذف منها حرف الدال فبقت "يا ولا" ثم "يالا"

* لحد: بمعني "إلى حد" كذا، فكلمة "لحد" عبارة عن حرف جر (حرف اللام) واسم مجرور (كلمة "حد")

* زي: مش عارف

* امبارح: أصلها "اليوم البارح"، يعني "اليوم الماضي أو الليلة الماضية"، مش عارف بقى يمكن المصريين حسوا ان حرف اللام بعده حرف الباء صعبة شوية في كلمة "البارح"، فاتحرفت إلى حرف ميم

* برضه: وأحيانا تنطق "برضك"، بس مش عارف

ده اللي توصلت له حتى الآن
والله أعلم




تحديث
صاحبة مدونة "خمسة فضفضة" جمعت الجملة تاني بعد ترجمتها من اللهجة المصرية للغة العربية الفصحى

أيعني هذا أنه كيّس صغير هكذا؟ كلام طيب ما عليه شئ يتهيأ لي أنه للساعة شئ صغير، استأني بقِيَ هذا الوقت يا ولد إلى حد مثل اليوم البارح (برضه)

وده مصداقًا لما ورد في الأغنية الـ"لطيفة" (الحمد لله ربنا عافانا من الأغاني أصلا)
"تعرف تتكلم بلدي؟"
أو زي ما المصرية للاتصالات بتقول
"اتكلم بلدي يا ابن أرضي"
(تم تبديل الكلمتين عشان الحبكة الدرامية)